“جيتكس” 2016

“جيتكس”..”مستقبل الروبوتات المتنقلة”

يسهم النمو المتوقع في عدد الروبوتات المتنقلة بحلول عام 2020 بستة أضعاف عما هي الآن في تعزيز الإنتاجية والسلامة في أماكن العمل في منطقة الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم، وقال تقرير صادر حديثاً عن شركة «فروست آند سوليفان» بالتعاون مع أسبوع جيتكس للتقنية، إن هذا النمو من شأنه المساهمة في رفع مستوى المعيشة اليومية للسكان.

ويتوقع التقرير الذي حمل عنوان «مستقبل الروبوتات المتنقلة» أن تنمو أعداد الروبوتات المصدرة في أنحاء العالم من أربعة ملايين في العام 2012 إلى 25.4 مليوناً في العام 2020، ما سينعكس طرداً على قطاع الخدمات اللوجستية التي من المتوقع أن يحصل على الحصة الأكبر من أعداد الروبوتات المورَّدة لتنمو من 1,400 في العام 2012 إلى 95 ألفاً في 2020.

ذكاء صناعي

وقال بول كلارك، كبير مسؤولي التقنية في «أوكادو»، أكبر متجر بقالة على الإنترنت في العالم، إن الروبوتات سوف تكون قادرة على اتخاذ القرارات والتكيّف مع البيئات المحيطة جرّاء التقدّم الحاصل في مجال الذكاء الصناعي والذي أتاح للروبوتات إمكانية التمتع بمستويات ذكاء أعلى وقدرة أكبر على معرفة المزيد عن العالم الذي حولها عبر الاتصال بإنترنت الأشياء واللجوء إلى تقنيات البيانات الكبيرة، وأضاف: «سوف يؤدّي هذا التقدّم إلى إثراء التعاون القائم بين البشر والآلات، ما من شأنه تعزيز الإنتاجية ورفع مستويات الأمان في بيئات العمل وتحسين مستويات المعيشة».

ويشارك كلارك في مؤتمر «ريتيل وينزداي»، المتخصص بتقنيات تجارة التجزئة والذي يقام 19 أكتوبر المقبل، ضمن فعاليات أسبوع جيتكس للتقنية، في الفترة ما بين 16 و20 أكتوبر المقبل في مركز دبي التجاري العالمي، ويتناول هذا المؤتمر التحولات التي تحدثها الابتكارات التقنية الحديثة في قطاع التجارة الإلكترونية وتفاعل العلامات التجارية معها.

ومن المقرر أن يقدم كلارك عرضاً توضيحياً حول قوة تأثير التقنيات الحديثة على مستقبل المتاجر على الإنترنت والتسوق الإلكتروني، عارضاً الطريقة التي استطاع بها «أوكادو» تحقيق نمو مستدام في مجال التجارة الإلكترونية عبر الاستفادة من أحدث التقنيات.

وقال كلارك: «باتت الروبوتات الشبيهة بالبشر والتي تتمتع بمستوى متقدّم من الذكاء الاصطناعي مهيّأة لتحقيق قفزة واسعة إلى الأمام في استكمال الأدوار البشرية وتعزيز الكفاءة في أماكن العمل، لا سيما في البيئات ذات المخاطر العالية والتي تتطلب سرعة عالية. وتستعد منطقة الشرق الأوسط، في ضوء الدفع المستمر باتجاه الابتكار فيها، لتكون أحد المراكز التي تشهد قيام الروبوتات بإحداث التحوّل في أماكن العمل. ويمكن توسيع نطاق الدروس المستفادة في مجال تجارة التجزئة إلى قطاعات أخرى مثل الرعاية الصحية، والضيافة، والترفيه، والتشييد والبناء».

خفض التكاليف

ومع تزايد الأتمتة في أماكن العمل، ستكون الشركات قادرة على الاستعاضة عما يصل إلى عشرة عمّال بروبوت واحد، ما من شأنه دفع التكاليف نحو الانخفاض بنسبة تصل إلى 60 %، وفقاً لـ «فروست أند سوليفان»، فيما توقّعت شركة «آي دي سي» في تقرير لها نشرته في وقت سابق من العام الجاري أن يبلغ الإنفاق العالمي على الروبوتات 135 مليار دولار في العام 2019 بدافع من الإنفاق الكبير على النمو في قطاعات الإنتاج والرعاية الصحية.

من جانبها، تتوقع الرابطة الأوروبية للروبوتات، أن تشهد منطقة الشرق الأوسط إقبالاً ملحوظاً على استخدام الروبوتات من الشركات، لا سيما تلك العاملة في المجالات الصناعية والإنتاجية. وقال سايمون أنديرسن، كبير مسؤولي المعلوماتية في الرابطة: إن الروبوتات أصبحت تلجأ على نحو متزايد إلى الذكاء الاصطناعي لتنفيذ مهام تستند إلى قرارات تتخذها هي، ما يؤدّي إلى تعزيز الكفاءة والسلامة، وأضاف: «بتنا على حافة انفراجة كبيرة في التقدّم التقني الذي يحكم العلاقة بين الإنسان والآلة، وقد لمسنا في دول مجلس التعاون الخليجي، ولا سيما دولة الإمارات، وجود الطموح والعقلية التي تتقبّل التبني المبكّر للجديد والمبتكر من أجل أن تأخذ هذه الدول بزمام الريادة في استخدام الروبوتات لضمان العمل على إحداث التحوّل المنشود في الحياة اليومية».

طباعة مجسمة

وتُعتبر الروبوتات والطائرات المسيّرة عن بُعد والطباعة المجسمة ثلاثية الأبعاد، ثلاثة مجالات تقنية متداخلة ومترابطة تشهد انخفاضاً سريعاً في التكلفة، وزيادة مستمرة في مستوى التطوّر، ودفعاً متسارعاً لعجلة الابتكار.

وتشهد القطاعات إقبالاً متزايداً يواكب التطور الحاصل في جودة الطباعة ثلاثية الأبعاد، على الابتكار السريع للنماذج الأولية في مجالات الإنتاج الصناعي والرعاية الصحية، مثل أجهزة المساعدة على السمع وتركيبات تقويم الأسنان. ومن المتوقع، على الصعيد العالمي، أن تنمو الطباعة ثلاثية الأبعاد والخدمات المرتبطة بها بأكثر من ستة أضعاف، من مليارين ونصف المليار دولار في العام 2013 وصولاً إلى 16.2 مليار دولار في 2018، وفقاً لتقرير تحليلي حديث أعدته شركة الاستشارات العالمية «برايس ووترهاوس كوبرز» بعنوان «مسيرة التقدّم في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد».

وتُحدث الطباعة ثلاثية الأبعاد هزّات واسعة في قطاع تجارة التجزئة، وهو ما يؤكّده تقرير تحليلي متخصص يُظهر أن 7 من أكبر 10 شركات تجزئة في العالم تستخدم هذه الطباعة. ويُشير التقرير الصادر عن شركة «جارتنر» إلى أن الطباعة ثلاثية الأبعاد من شأنها أن تُشعل جدلاً أخلاقياً وتشريعياً محتدماً.

وفي هذا السياق، يعتزم جون فاري، مدير الابتكار في متجر جون لويس، تقديم عرض توضيحي في جيتكس يتناول فيه كيفية قيام مركز الابتكار المسمّى «روم واي» Room Y التابع للمتجر البريطاني الشهير متعدّد الأقسام، بإعداد نماذج أولية لمنتجات صُنعت بالطباعة ثلاثية الأبعاد.

طائرات مسيّرة عن بُعد

وتشهد الطائرات المسيّرة عن بعد إقبالاً كبيراً في أوساط مجموعة واسعة من القطاعات، سيما ما يتعلّق برصد مواقع المشاريع وتوصيل البضائع عبر مسافات طويلة، متيحة قيمة تجارية عالمية تبلغ 127 مليار دولار، بحسب ما جاء في تقرير صدر حديثاً عن «برايس ووترهاوس كوبرز» بعنوان «رؤية واضحة من علٍ». وأشار التقرير إلى أن أقوى ثلاث أسواق هي البنية التحتية والزراعة والنقل، لافتاً إلى أن القيمة التجارية لقطاع البنية التحتية وحده تبلغ 45 مليار دولار موزعة على مجالات الرصد وإجراء الصيانة والتحقق من المخزونات.

حقل الطاقة

ويعتزم قادة بارزون من كبرى شركات النفط والغاز، مثل شركة أبوظبي للعمليات البترولية البرية (أدكو)، ودولفين للطاقة، وإينوك، وتكرير، خلال مؤتمرات جيتكس، مناقشة الكيفية التي يمكن بها للطائرات المسيرة عن بعد وأجهزة الاستشعار جعل مواقع الطاقة أكثر أمناً وتأمين رصدها بطريقة أفضل.

شركات ناشئة

ويُنتظر أن تقدّم فعالية حِراك الشركات الناشئة في جيتكس، وهي إحدى الفعاليات الجديدة في حدث هذا العام، الدعم للشركات العالمية الناشئة التي تجري تجاربها الابتكارية في مجالات الروبوتات والطائرات المسيرة عن بعد والطباعة ثلاثية الأبعاد، عن طريق تمهيد الطريق أمامها للحصول على التمويل والوصول إلى أسواق جديدة واستهداف جمهور جديد.

وفي هذا الإطار، تعتزم شركة «ديجي روبوتكس» الإماراتية الناشئة، التي أطلقت خلال مشاركتها في معرض جيتكس العام الماضي، «كافيه بوت» أول مقهى تشغّله الروبوتات، و«كار بوت» أول سيارة ذاتية القيادة، العودة إلى دورة 2016 من الحدث لعرض مجموعة من الابتكارات تشمل أول جهاز محاكاة روبوتي للواقع الافتراضي، وطباعة ثلاثية الأبعاد باستخدام روبوت سباعي المحاور، ومركبات ذاتية القيادة، إلى جانب أول روبوت إماراتي شبيه بالبشر مصنوع بالطباعة ثلاثية الأبعاد.

اهتمام

أكد بلال الحطاب، المدير التنفيذي لـ«ديجي روبوتيكس» أن ابتكارات شركته في مجالات الروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد والروبوتات الشبيهة بالبشر الخاصة بالمساعدة الشخصية، علاوة على المركبات ذاتية القيادة والروبوتات الصناعية في قطاعات النفط والغاز والتصنيع والبناء والخدمات اللوجستية تحظى باهتمام كبير.

بحث مستقبل الربط الشبكي خلال المعرض

تشكل الاتجاهات التي سترسم ملامح تحول الربط الشبكي في جميع أنحاء الشرق الأوسط محور تركيز شركة كومسكوب في أسبوع جيتكس للتكنولوجيا 2016. وقال إيهاب كناري، نائب الرئيس لقطاع الأعمال في الشرق الأوسط وأفريقيا لدى كومسكوب: «إننا في المراحل الأولى لما قد يشكّل أعظم تحولٍ في مجال الربط الشبكي، وهذا التحول تدفعه التنقلية واستهلاك الفيديو والسحابة الإلكترونية. وهذه السلوكيات الاستهلاكية والاتجاهات التكنولوجية تستنزف الشبكات على المستوى العالمي وتستدعي التفكير من جديد في متطلبات البنى التحتية الخاصة بالمستقبل».

وأضاف: «تحظى كومسكوب الجديدة بوضع جيد لتلبية احتياجات عرض النطاق الترددي عبر تحقيق التقارب بين الأشكال التكنولوجية الشبكية، بما فيها البنية التحتية الخلوية الخارجية والخلايا الصغيرة وأنظمة الهوائيات الموزعة والربط بواسطة الألياف الضوئية والبنية التحتية لمركز البيانات».

4 اتجاهات

وستشهد مراكز بيانات الغد نمواً متواصلاً لاحتياجات عرض النطاق الترددي، إذ مع ظهور المدن الذكية والتقنيات السحابية وتطبيقات إنترنت الأشياء، تتغير ملامح المشهد وتستمر الحاجة لعرض النطاق الترددي وقابلية التوصيل بالتنامي بصورة حتمية، وقد دفعت توقعات المستهلكين بإتاحة قابلية التوصيل في أي زمان ومكان بالأجهزة التي يختارونها المصارف ومقدمي الخدمات والجامعات والمستشفيات إلى إعادة هندسة خدماتها منذ البداية لتحقيق توقعات العملاء تلك، والتي تدفعهم حينها إلى إعادة هندسة عمليات مكاتبهم الخلفية لإدارة الكم الهائل من البيانات الكبيرة الذي يتمخض عن كل هذا الطلب.

وستدعم شبكات الألياف عالية السرعة مطالب السكان المتنقلين في المستقبل. ومن شأن الألياف المتعددة عريضة النطاق (WBMMF ) أن تسهم في الجيل القادم من مراكز البيانات، مع الأخذ في الحسبان ملاءمتها للمتطلبين 100G و 400G وتوسيعها لقابلية تكيف مراكز البيانات متعددة الأنماط.

مبانٍ ذكية

وتنتمي مدينة دبي، وهي أحد المراكز الرائدة للأعمال التجارية والسياحة في الشرق الأوسط، والتي سوف تستضيف معرض إكسبو 2020، إلى مصاف المدن التي تتبنى السعي نحو تحقيق الهدف المتمثل بالمدن الذكية، وهي تصبو إلى أن تصبح أذكى مدن العالم بحلول عام 2017، حيث سيتواصل تصميم المباني والأماكن الكبيرة وفق المعايير القائمة في أذكى المدن. فعلى سبيل المثال، ستبنى الملاعب بحيث تشبه نموذجاً مصغراً للمجتمع – إذ ستزود ببنية تحتية متماسكة للتنقل ومرافق وأنظمة ملائمة قائمة على الطاقة المستدامة كأنظمة استخلاص الطاقة الشمسية والمائية وأمن البيانات والاتصالات. وستؤدي المباني دور أماكن كبيرة بوسع الموظفين أن يتعاونوا في أي وقت. ومع ما تقدمه كومسكوب من حلول للمباني الذكية وحلول داخلية خاصة بالأماكن الكبيرة، فسيتسنى للمؤسسات تخطيط شبكة الاتصالات الخاصة بمبانيها وتصميمها وبناؤها وصيانتها.

وتعد تكنولوجيا الألياف أكثر أشكال التكنولوجيا كفاءة لنقل كميات كبيرة من البيانات بسرعة وموثوقية. وفي ظل الخطط المستقبلية السائدة في المنطقة من أجل الدخول في سباق الغيغا بايت من خلال أعلى سرعة متاحة تبلغ 500 ميغا بايت في الثانية في الإمارات، فسوف يزداد الإقبال على تكنولوجيا جلب خدمات الألياف إلى المنازل (FTTH)، والتي تعدّ الطريقة الأسرع والأكثر موثوقية للولوج إلى شبكة الإنترنت.

ابتكار واتصال

بدوره، قال جوزف حبيب، نائب رئيس مقدمي الخدمات في الشرق الأوسط وإفريقيا لدى كومسكوب: «يطبّق المشغلون والمشروعات في أنحاء الشرق الأوسط التكنولوجيا اللازمة للمنافسة على النطاق الدولي والمحلي. وهم يترقبون التعاون والابتكار والاتصال في أي وقت. وتعمل كومسكوب على تخليص عملية إدارة الشبكات التي تشهد تغييرات أكثر من أي وقت مضى من التعقيد.» وأضاف: «سوف تحظى مجالات الفيديو عند الطلب والألعاب عبر شبكة الإنترنت والعمل فضلاً عن الخدمات الصحية الإلكترونية بمزيد من الموثوقية مع استثمار شركات الاتصالات السلكية في تحسين قدرة شبكاتها على حمل كميات كبيرة من البيانات».

جيل الألفية

اعتاد جيل الألفية على شبكة الإنترنت لدرجة تجعله يفضل الاستغناء عن شبكة المياه والتدفئة وتكييف الهواء ووسائل النقل الشخصية وشبكة الكابل التلفزيونية على أن يفقد قابلية التوصيل والتيار الكهربائي اللازم لتشغيل أجهزتهم. ويقضي 76% من جيل الألفية ما يصل إلى ساعتين يومياً على منصات الفيديو مثل نيتفليكس ويوتيوب، وذلك تبعاً لاستقصاء حديث أجرته كومسكوب ويمكن تحميله من هنا. والاتجاهات هذه مشابهة لما هو قائم في الشرق الأوسط.

وفاء عثمان

صحفية بمجلة أموال ومختصة بالشؤون الاقتصادية بموقع مجلة أموال

أضف تعليق

اضف تعليق