تقارير

تقرير ..هل تصبح “بيتكوين ” بديلا للذهب ؟

سادت أسواق المال الرقمية المشفرة، عبر الإنترنت، حالة من الارتباك والغموض خلال الأيام القليلة الماضية، بعدما قفزت أسعار عملة الإنترنت الرقمية المشفرة (بيتكوين) نحو 1000 دولار في أقل من أربعة أيام، لتصبح بقيمة جاوزت 4000 دولار بفعل موجة مضاربات جنونية،

موجة ارتفاعات جنونبة

هذه الموجة من الارتفاعات الجنونية لأسعار «بيتكوين» بدأت مطلع العام الجاري، حينما كانت قيمتها تدور حول 485 دولاراً، لكن بحلول مايو الماضي كانت قد تخطت 2000 دولار، ثم ارتفعت في يونيو لتصل إلى 3000 دولار، وخلال الساعات الأولى من يوم الرابع من أغسطس الجاري ارتفعت قيمتها بنسبة 10%، ثم حدثت الموجة الأخيرة من الارتفاعات المتوالية منذ التاسع من أغسطس، ولمدة أربعة أيام، حيث كانت الارتفاعات تحدث على مدار الساعة. غير أنه مع صباح أول من أمس، كانت القيمة وصلت إلى 4135 دولاراً، دون أي علامات على التوقف، الأمر الذي دفع الكثير من المحللين للقول بأن القيمة قد تصل إلى 5000 دولار خلال الأسبوع الجاري، موضحين أن هذه الارتفاعات الجنونية تعني أن سقف سوق «بيتكوين» تخطى 50 مليار دولار، من حيث القيمة المتداولة.

وسجلت عملة “البيتكوين كاش” ارتفاعاً قوياً خلال تعاملات اليوم حيث تخطت مستوى الـ500 دولار، واستعادت المركز الثالث كأكبر عملة إلكترونية من حيث القيمة السوقية. وارتفعت القيمة السوقية لعملة “بيتكوين كاش” إلى 8.3 مليار دولار، مستعيدة المركز الثالث بقائمة أكبر العملات الإلكترونية من حيث القيمة السوقية بعد “البيتكوين” و”الإيثريوم”، بعد أن كانت تراجعت إلى المركز الرابع على حساب عمل “الرابيل”.

غطاء نقدى ضد التضخم

قالت مؤسسة مورجان ستانلي للخدمات المالية، ، إن بعض المستثمرين يؤمنون بأن “بيتكوين” هي أفضل غطاء ضد التضخم والاضطرابات مقارنة بالذهب.

ونقل موقع بلومبرج، عن توم برايس، الخبير الاقتصادي بمورجان ستانلي، قوله إن عملة بيتكوين والذهب يقدمان مميزات مشابهة كغطاء نقدي مثل أنه يمكن استبدالهما بالنقود، كما أنه يمكن نقلهما وقابلين للتجزئة.لكن برايس أضاف أنه من المبكر جدًا اعتبار أن الاستثمار في عملة بيتكوين هو الأفضل.

وكتب برايس في تقرير له بتاريخ 14 أغسطس: “عبر الألفية، أظهر الذهب قدرته على الحفاظ على قيمته في مواجهة كل الظروف”. لكن على النقيض فعملة بيتكوين تحتاج إلى ضوء أخضر من أجل البقاء.

وتابع أن الإقبال على بيتكوين صار جنونيًا في الفترة الأخيرة مع بدء شركات كثيرة في تطوير التجارة الإلكترونية.

وعلى النقيض، وفقًا لبلومبرج، تراجع التحرك نحو الذهب. فالأسعار قاربت 1.300 دولار للأوقية، بعد ارتفاع 11% هذا العام على خلفية تراجع الدولار والمخاوف بسبب التوترات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.

وذكر المسئول في “مورجان ستانلي” أن بيتكوين شبيهة بالعملة التي تُصدر دون غطاء نقدي، وتعتبر وسيلة جيدة لنقل الأموال لأن تكاليف التداول بها أرخص.

وفي نهاية حديثه للموقع الأمريكي قال برايس إن النظرة العامة بأن هذه العملة هي أفضل من الذهب كغطاء ضد التضخم وعدم الاستقرار، يجب أن يتم مراجعتها.

مؤسس بتكوين

ظل مؤسس العملة الرقمية بيتكوين مجهول لفترة كبيرة، حيث كان معروفا فى السابق تحت اسم مستعار وهو “ساتوشى ناكاموتو”، إلا أنه تم مؤخرا الإعلان رسميا عن اسمه وشخصيته الحقيقة لأول مرة وهو “كريج رايت”، وهو رجل أعمال أسترالى بارز تمكن من تقديم أدلة تقنية لوسائل الإعلان حول مبادرته، حيث قال إنه استخدم مفتاح التشفير الذى كان مرتبطا مع صفقة بيتكوين الأولى.

 

وقد عملت العديد من الشركات التكنولوجيا على دعم انتشار البيتكوين، فكانت كل من ياهو وجوجل، فقد أعلنتا فى عام 2014 أنهما أضافتا ميزة جديدة إلى خدمتيهما الماليتين “جوجل فينانس” و”ياهو فينانس”، ليتيحا للمستخدمين الاطلاع على قيمة العملة الرقمية “بيتكوين” Bitcoin مقابل بقية العملات العالمية.

 

أما مايكروسوفت فقد أعلنت فى فبراير 2014 أيضا عن إضافة ميزة إلى محرك البحث التابع لها “بنيج” Bing تتيح للمستخدمين الاستعلام عن قيمة عملة “بيتكوين” مقارنة بنحو 50 عملة عالمية، أو الاستعلام عن قيمة تلك العملات مقارنة بالعملة الرقمية، إلا أن مايكروسوفت عادت بعد ذلك وأوقفت دعم عملات “بيتكوين” الافتراضية، موضحة أنها لن تقبل بها للدفع للتطبيقات والمحتوى على متجر ويندوز 10 وهو ما نشرته الشركة على صفحة الدعم الخاصة بها، ومؤخرا أعلنت كل من إنتل ومايكروسوفت عن تطوير نظام جديد لتسهيل استخدام البيتكوين.

 

أول حضور دولى

ولعل نيويورك تعتبر أول مدينة تقبل العملات الافتراضية “بيتكوين”، حيث كشف تقرير سابق ظهر فى فبراير 2015، أنه يمكن الآن استخدام البيتكوين فى العديد من الأماكن وفى الدفع مقابل خدمة ركن السيارات، حيث سعت مدينة نيويورك البحث عن أفضل الطرق والحلول لتسهيل الدفع مقابل ركن السيارات، وقد كانت هناك العديد من المحاولات العام الماضى لإطلاق تطبيق يمكن للمستخدمين الدفع بواسطته، من خلال خدمة الدفع الفورى الخاص بشركة أبل “Apple Pay” أو PayPal أو البيتكوين.

 

أما روسيا فقد اتخذت موقع عدائى من بيتكوين حيث هددت فى وقت سابق بسن قوانين لمنع تداول البيتكوين عام 2014، إلا أنها لم تقم بأى خطوة فعلية إلا مؤخرا، وذلك عقب انهيار العملة الروسية، مما جعل العديد من أثرياء روسيا يشترون البيتكوين ويحولونها خارج البلاد، مما جعل روسيا تبدأ بحظر مواقع بيتكوين، إلا انه مطلع العام الجاري، كشف “ألكسى مويسييف”، نائب وزير المالية الروسى، فى مقابلة مع وكالة “بلومبرغ” الاقتصادية، أن سلطات بلاده قد تدخل عملة “بيتكوين” الافتراضية إلى التداولات بشكل فعلى فى 2018، حيث سيجرى تصنيف “بيتكوين” كـ”منتج مالى”، وبعد ذلك ستطبق عليه جميع قواعد مكافحة المعاملات غير القانونية.

 

وفى مصر قال مسئول مصرفى رفيع المستوى، بالبنك المركزى المصرى، إن البنك يعد فى الوقت الحالى دراسة متكاملة لإمكانية إصدار تشريع أو قانون خاص يتيح تداول العملات الافتراضية أو الرقمية، وأبرزها “البيتكوين” والاعتراف بها كمنتج مالى فى المعاملات المالية والمصرفية، مؤكدًا أن الدراسة التى تتم الآن تشمل إتاحة التداول فى التعاملات المصرفية فى البنوك العاملة فى السوق المصرفية المحلية، والتعامل بها فى شراء السلع والخدمات وما يتعلق بهذا الشأن من النواحى القانونية، ويأتى ذلك فى إطار التطور الذى يشهده هذا المجال عالميًا، فى التعاملات المالية والمصرفية.