تقارير

كيف استفاد قطاعا العقار والسياحة من تعويم الجنيه المصرى؟

أشار تقرير شركة جيه إل إل الذي صدر اليوم عن أداء الاقتصاد المصري في الربع الأول، إلى أن استقرار سعر الجنيه المصري أدى لزيادة اهتمام المستثمرين الأجانب بالاستثمار في مصر ورفع درجة التفاؤل بمستقبل الاقتصاد في الدولة، وذلك بعد استقرار العملة عند سعر 18 جنيهاً للدولار الواحد على الرغم من فترة التقلب الأولى التي مر بها بعد التعويم.

ووفقاً للتقرير فقد جاء التعويم ليصب في مصلحة قطاع الفنادق والسياحة على وجه الخصوص، إذ أصبحت مصر وجهة سياحية أقل تكلفة بالنسبة للسياح الأجانب.

وفي هذا السياق، صرح السيد أيمن سامي، رئيس مكتب شركة جيه إل إل في مصر، قائلاً: “في ظل معالجة المشكلات الأمنية ورفع الحظر على رحلات الطيران وزيادة حملات الدعاية السياحية، من المتوقع أن يتعافى الطلب على الفنادق بدرجة كبيرة”.

وأضاف السيد أيمن أن: “معدلات الإشغال شهدت زيادة كبيرة حيث وصلت إلى 69% في عام واحد من يناير 2016 إلى يناير 2017 وذلك بسبب زيادة النشاط السياحي على خلفية الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية لتعزيز مستويات الأمن في المطارات المصرية بالإضافة إلى تطور حركة السياحة القادمة من البلدان العربية المجاورة”.

سوق المساحات الإدارية في القاهرة

العرض

لا تزال القاهرة الجديدة أكثر المناطق نشاطاً فيما يخص المعروض من المساحات الإدارية الجديدة. فإلى جانب المشروعات التي تم افتتاحها مؤخراً وتلك التي لا تزال قيد الإنشاء في شارع التسعين، من المتوقع أن يشهد الربع الثالث من عام 2017 اكتمال العمل في خمسة مبانٍ جديدة في “كايرو فيستيفال سيتي” مما سيؤدي إلى إضافة 60000 متر مربع من الوحدات الإدارية من الفئة الممتازة إلى المعروض في القاهرة الجديدة.

وفي هذا الإطار أعلنت شركة كابيتال جروب بروبرتيز عن تخصيص مساحة جديدة تبلغ 1200 فدان للاستخدامات المتعددة بالقرية الذكية الشرقية في مشروع البروج. ومن المقرر أن يتضمن المشروع وحدات سكنية ومنافذ تجزئة ووحدات إدارية ومكتبية.

الأداء

أثرت زيادة أسعار الإيجار التي تلت تعويم الجنيه على الشركات الأصغر حجماً حيث اضطرت بعض هذه الشركات إلى إلغاء خططها للانتقال إلى مساحات إدارية من الفئة الممتازة نظراً لزيادة الضغوط المالية عليها. ومالت الكفة التفاوضية لصالح المستأجرين الذين يسعى أكثرهم حالياً لإعادة التفاوض على شروط الإيجار قبل إبرام عقود جديدة طويلة الأجل.

وتمثل البنوك حالياً أهم المشاركين في قطاع المساحات الإدارية، بينما تتفاوض شركات السلع الاستهلاكية على شروط عقود الإيجار بغرض الحد من انكشافها على مخاطر السوق. في حين تعمل شركات النفط والغاز على خفض أنشطتها نظراً لأحوال السوق الحالية، ولكن من المتوقع أن يزداد طلبها على الوحدات الإدارية على المدى المتوسط على خلفية عمليات استكشاف الحقول الجديدة.

سوق الوحدات السكنية في القاهرة

العرض

شهد الربع الأول الإعلان عن عدة مشروعات جديدة في مدينة السادس من أكتوبر والقاهرة الجديدة. وفي أعقاب زيادة أسعار الوحدات بالجنيه المصري، يعمل حالياً عدد كبير من المطورين العقاريين على تقديم خطط سداد مغرية تتميز بمستوى أعلى من المرونة بغرض تخفيف أثر الانخفاض في القوة الشرائية.

 

الأداء

يواصل الطلب المحلي على الوحدات السكنية تقديم أداء قوي خلال الربع الأول من 2017 ومن المتوقع أن يظل على قوته خلال العام.

وقد شهدت المرحلة السابقة إقبالاً كبيراً على طرح المرحلة الأولى من مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، حيث أعلنت أكثر من 200 شركة عن رغبتها في المشاركة في هذا الطرح ومن بينها شركات السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار (سوديك)، والسعودية المصرية للتعمير، ومجموعة الحكير، ومجموعة طلعت مصطفى، كما تقدمت 16 شركة بعروض فعلية. ويعكس هذا الاهتمام الملموس مستوى الطلب على أراضي المشروعات السكنية الجديدة.

سوق منافذ التجزئة في القاهرة

العرض

شهد الربع الأول من عام 2017 افتتاح مول مصر في مدينة السادس من أكتوبر والذي يضم  “سكي مصر” بالإضافة إلى أول مجمع لسينما فوكس في مصر. وتقدر الوظائف التي وفرها المول بحوالي 41000 وظيفة مباشرة وغير مباشرة، كما يوفر هذا المول عنصر جذب جديد لمنطقة غرب المدينة.

وعلى الجانب الآخر، لا تزال القاهرة الجديدة أسرع المناطق نمواً من حيث مشروعات وحدات التجزئة المرتبطة بالتوسعات السكنية.

كما تواصل شركة ماجد الفطيم توسعاتها في القاهرة حيث من المنتظر أن يرافق افتتاح مول مصر والافتتاح المرتقب لسيتي سنتر ألماظة توسع كبير في شبكة فروع كارفور لتصل إلى ما يزيد عن 60 فرعاً بنهاية 2019. ومن المتوقع افتتاح مول سيتي سنتر ألماظة في الربع الأول من 2019، ويمتد هذا المول على مساحة 103000 متر مربع على طريق القاهرة السويس وطريق النصر في مصر الجديدة.

الأداء

نظراً للضغوط الاقتصادية التي يعاني منها قطاع التجزئة بعد تعويم الجنيه راجع الملاك شروطهم التعاقدية بغرض مد يد العون للمستأجرين. وبعد تصحيح الإيجارات فيما يخص الوحدات الممتازة ومراعاة مزيج المعايير المطبقة لتحديد الحد الأقصى، انخفض متوسط أسعار الإيجار إلى 800 دولار أمريكي لكل متر مربع سنوياً

قطاع الفنادق في القاهرة

العرض

شهد الربع الأول من عام 2017 افتتاح منتجع ويستن جولف في القاهرة الجديدة والذي أضاف 138 حجرة جديدة إلى السعة الفندقية في العاصمة. وفي وسط العاصمة، يخضع فندق شيراتون الجيزة إلى أعمال تجديد بينما من المتوقع أن يفتح فندق سانت ريجيس أبوابه للجمهور في الربع الثاني من 2017.

ومن المتوقع أن يلجأ ملاك الفنادق على المدى القصير إلى تجديد المباني القديمة وتوليد إيرادات عن طريق زيادة كفاءة العمليات التشغيلية بدلاً من الاستثمار في مباني جديدة خلال هذه المرحلة. ولكن على المدى الطويل، ستتركز الجهود في القطاع الفندقي على التوسع إلى المدن التابعة للعاصمة.

الأداء

شهدت متوسط السعر اليومي انخفاضاً ملموساً على مستوى القطاع ككل خلال العام الماضي ليصل إلى 89 دولار أمريكي عقب تعويم العملة، ولكن من المتوقع أن يعود هذا المتوسط إلى التحسن تدريجياً خلال عام 2017.

ومن المنتظر أن يستوعب مطار سفنكس الدولي المقرر افتتاحه في الربع الأول من عام 2017 ما يصل إلى 1,7 مليون مسافر سنوياً. وتمثل المناطق المحيطة بالمطار منطقة حيوية للقطاع الفندقي ولا سيما في ظل الزحام المروري المعروف عن القاهرة. ولذلك من المرجح أن يحفز افتتاح المطار الجديد الطلب على الفنادق في منطقة السادس من أكتوبر.