بنوك

أقدم مصرف بالعالم على وشك التصفية ..شبح الانهيار المالى يطارد الاقتصاد

أقدم مصرف فى العالم على وشك التصفية
غرامة توازي حوالى نصف مليار يورو  على 3 مصارف كبرى
“دويتشه بنك” فى مفترق الطرق

يشهد قطاع المصارف العالمية فى الفترة الراهنة حالة من القلق فبينما تدور المخاوف من تصفية بنك “مونتي دي باشي دي سيينا” ,تعانى عدة مصارف عالمية من فرض غرامات مالية الأمر الذى يعيد للأذهان سيناريو الأزمة المالية العالمية فى عام 2008

مخاوف التصفية
فأقدم مصرف فى العالم على وشك التصفية حيث  كشفت ثلاثة مصادر مطلعة إن إجراءات توفير مساعدة حكومية لبنك “مونتي دي باشي دي سيينا” أصبحت جاهزة مع تضاؤل آمال البنك الإيطالي في جمع تمويل من مصادره الخاصة.ويسعى البنك لجمع 5 مليارات يورو، أيّ نحو 5.4 مليار دولار هذا الشهر لتفادي تصفيته.لكن المستثمرين يحجمون عن التعهد بتقديم تمويل بعدما خسر رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينزي، استفتاء يوم الأحد مما تسبب في جو من الضبابية السياسية.

وقال أحد المصادر إن البنك يدرس فكرة يطلق عليها إعادة رسملة احترازية تتضمن قيام الحكومة بضخ سيولة فيما أشار مصدران آخران إلى أن هناك مرسوماً حكومياً جاهزاً بالفعل يقضي بإعادة رسملة حكومية للبنك، ويعتمد تنفيذه على تطورات الأوضاع السياسية في الأيام القليلة القادمة.وسيترتب على ضخ أموال حكومية خسائر للمستثمرين من المؤسسات الذين يحوزون ديوناً ثانوية للبنك، وفقاً لقواعد الأزمات المصرفية الأوروبية. وقال مصدر مطلع إن المستثمرين الأفراد الذين يحوزون سندات ثانوية للبنك بقيمة 2.1 مليار يورو لن يتضرروا أو سيتم تعويضهم.

غرامات مالية
وأعلنت المفوضية الأوروبية الأربعاء فرض غرامة توازي حوالى نصف مليار يورو على مصارف “إتش إس بي سي” البريطاني و”جاي بي مورغان” الأمريكي و”كريديه أغريكول” الفرنسي، لمشاركتها في التلاعب بالفوائد.

وأفاد بيان للجهاز التنفيذي الأوروبي أن المفوضية “فرضت غرامةً إجماليةً بـ 485 مليون يورو على مصارف “كريديه أغريكول”، و”إتش إس بي سي” و”جاي بي مورغان تشيس” لاتفاقها على تحديد نسب الفائدة باليورو، أو يوريبور”.
وأضاف البيان أن “المصارف اتفقت على عناصر تثبيت الفوائد باليورو، وتبادلت معلومات حساسة، في انتهاك لقواعد التنافس في الاتحاد الأوروبي”.

وكانت المصارف الثلاثة قد رفضت قراراً أصدرته المفوضية في ديسمبر (كانون الأول) 2013 في القضية نفسها، على عكس المصارف المنافسة “باركليز”، و”دويتشه بنك”، و”ار بي اس” وسوسييتيه جنرال”

تلك الأحداث المتلاحقة و التى قد تبدو غير مترابطة تعيد رسم شبح الأزمة المالية العالمية  مجدداً , فالمشكلات التي يواجهها مصرف “دويتشه بنك” أكبر البنوك الألمانية وأحد أكبر البنوك في العالم بشهادة صندوق النقد أثارت مخاوف واسعة من تطور الأمر إلى أزمة تهز النظام المالي العالمي وتفوق بحدتها تداعيات انهيار بنك “ليمان براذرز” الأميركي الذي أطلق شرارة الأزمة المالية عام 2008.أهمية دويتشه بنك تكمن في أنه واحد من أكبر المصارف العالمية، والبنك الأول في ألمانيا، وأبرز البنوك أهمية في التجارة العالمية، كما تعادل شهرته في عالم المال شهرة مرسيدس بنز في عالم السيارات.
مسلسل الأزمة
في عام 2008 كانت الشرارة الأولى لاندلاع أكبر أزمة مالية عرفها التاريخ الحديث، هي انهيار بنك ليمان برازر الأميركي العملاق. وعقب سماح حكومة بوش الابن بإفلاس البنك، انهارت معه الأسواق الأميركية وبعدها الأوروبية والعالمية والخليجية.

ساعتها شاهدنا مسلسل انهيار 18 بنكا أميركيا في أيام معدودة واختفاء ميريل لينش، عملاق بنوك الاستثمار حول العالم، واختفاء بنك الأعمال “بير ستيرنز” الذي اشتراه “جي بي مورغان تشيس”.

كما انهارت عشرات شركات التمويل العقاري الكبرى، ووضعت وزارة الخزانة الأميركية المجموعتين العملاقتين في مجال قروض الرهن العقاري “فريدي ماك” و”فاني ماي” تحت الوصاية مع كفالة ديونهما حتى حدود 200 مليار دولار.

وأمّمت أميركا في ذلك الوقت أكبر مجموعة تأمين في العالم “أي آي جي” التي كانت مهددة بالإفلاس عبر منحها مساعدة بقيمة 85 مليار دولار مقابل امتلاك 9.79% من رأسمالها، ودخل الاقتصاد الأميركي في أزمات متلاحقة لم يودعها بعد رغم مرور كل هذه السنوات.

ساعتها وجه بوش الأبن نداء “التحرك فوراً” لتطبيق خطة إنقاذ المصارف لتفادي تفاقم الأزمة في بلاده، وطغت الأزمة المالية على مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وفي أوروبا أممت الحكومة البريطانية بنوك كبرى منها “نورذرن روك” و”برادفورد وبينغلي”، وجري تعويم “فورتيس” من قبل سلطات بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ.

الآن، هل يتكرر هذا السيناريو، لكن بوجوه مصرفية الذي بات يعاني من مشاكل مالية خطيرة