تقارير نفط وغاز

الاندماجات بقطاع الطاقة ..شعار المرحلة

خبراء :  الاندماج في قطاع الطاقة، يهدف إلى تأسيس كيانات ضخمة

قطر تدمج شركتين لتشكل  أكبر منتج للغاز المسال في العالم

 

“الاندماجات هي الحل”.. شعار رفعه مسؤولون وخبراء معتبرين أنها الوسيلة الأفضل أمام الشركات الخليجية، بهدف مجابهة الأوضاع الصعبة التي تعيشها، جرّاء الهبوط المستمر في أسعار النفط منذ منتصف 2014.

كيانات ضخمة

وقال خبراء إن الاندماج بين الكيانات الكبرى في قطاع الطاقة، يهدف إلى تأسيس كيانات ضخمة قادرة على التعايش مع أسعار النفط المنخفضة.

وطالبوا جميع شركات النفط الخليجية، بضرورة العمل حاليًا على إعادة هيكلة استثماراتها مع السعي نحو الدمج؛ ما سيعطيها قدرة أكبر على إنجاز المشاريع وإقامة توسعات.

وأضافوا  إن عمليات الاندماج تسهم في تطوير كفاءة وإنتاجية الشركات، كما تساعد على خلق كيانات جديدة ذات مراكز مالية قوية، وتأمين فرص عمل طويلة المدى في ظل الأوضاع الراهنة.لافتين إلى  أن عمليات الدمج تزدهر في الأوقات التي يشهد فيها العالم تحديات وصعوبات اقتصادية، فضلاً عن هبوط معدلات النمو، إذ تصبح تقييمات الشركات مقبولة، مشيرًا إلى أنها تعد الوسيلة الآمنة أمام الشركات الخليجية في ظل تراجع أسعار النفط.

ولا يستبعد الخبراء موجة اندماج واستحواذ في الإمارات قريبًا، بعد اندماج مبادلة وآيبيك، واندماج 3 من شركات “أدنوك” في شركة والمتوقع إتمامها بنهاية 2017.

وقال تقرير نفطي صادر عن شركة “نفط الهلال” الإماراتية، إن القيمة الإجمالية لصفقات الاندماج والاستحواذ لدى اقتصاديات دول المنطقة، ارتفعت خلال العام الحالي وتجاوزت حاجز الـ 26 مليار دولار.

وبلغت حصة قطاع الطاقة من إجمالي قيمة الصفقات 1.4 مليار دولار، وفق “نفط الهلال” التي قالت إن البيانات المتداولة تشير إلى تسجيل نشاط قوي خلال الفترة الحالية والقادمة على صفقات الاندماج والاستحواذ.

مزايا إستراتيجية

وقال سلطان بن أحمد سلطان الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبو ظبي الوطنية “أدنوك“،، إن الاندماجات تحقق بضع مزايا إستراتيجية تدعم النمو المستقبلي، وتعزز التكامل في البنية التحتية والتكنولوجيا والأداء الإداري.

وأضاف الجابر، أن أدنوك أعلنت عن عدة اندماجات ستساعدها على تحقيق أهدافها الإستراتيجية المتمثلة في تعزيز الربحية والارتقاء بالأداء والكفاءة، لا سيما في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج.

وأعلنت “أدنوك” الإماراتية منتصف الشهر الماضي، عزمها دمج ثلاث من شركاتها المتخصصة في الشحن والنقل البحري والخدمات، لتأسيس شركة واحدة عالمية المستوى.

وستدمج “أدنوك” كلا من “شركة ناقلات أبوظبي الوطنية “أدناتكو” و”شركة الخدمات البترولية “إسناد” وشركة أبوظبي لإدارة الموانئ البترولية “إرشاد”، ومن المتوقع إنجاز هذه المهمة بنهاية 2017.

ومطلع الشهر الماضي، قالت “أدنوك” أيضاً إنها تعتزم دمج شركتين تابعتين لها، وهما شركة أبوظبي العاملة في المناطق البحرية “أدما العاملة”، وشركة تطوير حقل زاكوم “زادكو” في شركة جديدة.

اندماجات مقبلة

وتوقع وزير الطاقة الإماراتي سهيل فرج المزروعي، اندماجات جديدة في قطاع النفط في الدولة. وقال “سنرى اندماجات مقبلة، هي رحلة بدأت ولن تنتهي.

وأكد أن الهدف من الاندماجات الجديدة في قطاع النفط أن تكون الدولة منتجاً فعالاً للنفط بتكلفة إنتاجية أقل للبرميل الواحد.

وأشار إلى اندماج “مبادلة” و”آيبيك” سيؤدي إلى ضخ استثمارات أكبر في صناعات البتروكيماويات والنفط والغاز، والدخول في صناعات جديدة، كما سيفتح أسواقاً جديدة أمام الشركتين وبلا شك كان الإندماج ضرورة بسبب التشابه الكبير في الأنشطة الاقتصادية للشركتين خاصة في قطاعات الطيران والمال.ونوه إلى أن الإمارات مستمرة في مشاريعها الجديدة دون توقف ليبلغ الإنتاج 3.5 ملايين برميل يومياً بحلول 2018.

 

خطوة عملاقة

 

في خطوة عملاقة، عبّرت شركة قطر للبترول (حكومية) عن عزمها ضمّ أنشطة شركتي “قطر غاز” و”رأس غاز” تحت كيان واحد، لتشكّل الشركتان أكبر منتج للغاز المسال في العالم.

وتأتي هذه الخطوة في ظل سعي “قطر للبترول” لتحقيق رؤيتها لتصبح واحدة من أفضل شركات النفط بالعالم، وفي إطار عملها لضمان تعزيز النمو الاقتصادي المستمر والمستدام في دولتها، لتعطي من خلالها وجهاً واحداً للغاز الطبيعي المسال.

وقال سعد شريدة الكعبي، الرئيس التنفيذي لـ”قطر للبترول”، خلال مؤتمر صحفي الأحد 11 ديسمبر/ كانون الثاني، للإعلان عن الدمج: إن “عملية توحيد إدارتهما في شركة واحدة ستكتمل بغضون عام، وذلك بهدف توفير النفقات”.

وسيبدأ العمل في خطة دمج الشركتين قبل نهاية العام الحالي، ويُتوقع الانتهاء منها خلال فترة 12 شهراً، وأوضح الرئيس التنفيذي لـ”قطر للبترول” أن الإعلان عن اسم الشخص الذي سيتولى رئاسة الشركة الجديدة سيتم العام المقبل.

وتنتج الشركتان المسؤولتان عن إنتاج الغاز الطبيعي المسال في قطر، نحو 77 مليون طن سنوياً، ولن تؤثر عملية الدمج على عمليات التشغيل أو العقود الموقعة بين الشركتين وعملائهما، بحسب الكعبي الذي توقّع أن “يُسفر اندماجهما عن خفض للنفقات يقدَّر بمئات الملايين من الدولارات”.

 

وأكد الكعبي أن جميع الموارد البشرية القطرية بكلتا الشركتين ستُضمّ في هيكل شركة قطر غاز الجديدة، ما سيشكل ركناً أساسياً في جهود والتزام “قطر للبترول” ببناء قدرات قطرية ذات مستوى عالمي.

وستنظّم الأنشطة بعد الدمج في شركة واحدة مع منح الأولوية القصوى لتأمين استمرارية الأعمال بشكل آمن وسلس وخالٍ من المخاطر.

وستستمر الشركتان في العمل بشكل مستقل حتى انتهاء الدمج، وقال الكعبي: “قد غيرنا نموذج الشراكة السابق من عقد تقاسم الإنتاج إلى مشروع مشترك بنسبة 70% لـ(قطر للبترول) و30% لشركة توتال، وبعائد أفضل من السابق للدولة” .

 

قطر للبترول”

 

وتعد “قطر للبترول” مؤسسة نفط وطنية متكاملة تقف في طليعة جهود تطوير واستغلال وتنمية موارد النفط والغاز في الدولة على المدى البعيد.وتغطي نشاطات “قطر للبترول” مختلف مراحل صناعة النفط والغاز محلياً وإقليمياً ودولياً، وتتضمن عمليات استكشاف وتكرير وإنتاج وتسويق وبيع النفط الخام والغاز، والغاز الطبيعي المسال، وسوائل الغاز الطبيعي، ومنتجات تحويل الغاز إلى سوائل، والمشتقات البترولية، والبتروكيماويات، والأسمدة الكيماوية، والحديد والألومنيوم.

 

“قطر غاز”

 

وقبيل عملية الدمج، كانت شركة “قطر غاز” في هيكليتها الحالية أكبر شركة في العالم لإنتاج الغاز المسال، بإنتاج يصل لنحو 42 مليون طن سنوياً، وتأسست عام 1984 لتكون أولى الشركات العاملة بمجال صناعة الغاز الطبيعي في قطر.

كما تعتبر أكبر شركة منتجة للغاز الطبيعي المسال في العالم، حيث تبلغ طاقتها الإنتاجية 42 مليون طن سنوياً من خلال مرافقها التي تضاهي أعلى المعايير العالمية بمدينة رأس لفان الصناعية، وذلك قبل عملية الدمج.

 

رأس غاز”

وكانت شركة رأس غاز قد تأسست في عام 2001، وتتمثل الأنشطة الرئيسية لها في استخراج ومعالجة وتسييل وتخزين وتصدير الغاز الطبيعي المسال ومشتقاته من حقل الشمال في قطر، ويبلغ إجمالي قدرتها الإنتاجية نحو 37 مليون طن سنوياً.

واكتسبت “رأس غاز” سمعتها عالمياً بصفتها إحدى الشركات المبتكِرة والناجحة في صناعة الغاز الطبيعي المسال، كما أنها إحدى كبرى الشركات العالمية في تكامل عمليات الغاز الطبيعي المسال، بتحويلها لمورد إقليمي إلى عنصر رئيس في تركيبة الطاقة العالمية.